Sunday, December 30, 2012

بين الحب والجنون - قصة رمزية منقولة ؛ بتصرف وإعادة صياغة لإبن النيل




كانت الفضائل والرذائل تطوف العالم معا ، وتشعر بالملل الشديد ، وذات يوم ، وكحل لمشكلة الملل المستعصية ؛ اقترح الإبداع لعبة ، وأسماها الأستغماية .. أحب الجميع الفكرة ... وصرخ الحماس فَرِحاً : فكرة مدهشة .. كم أنت عبقري أيها الإبداع ! وقفز الجنون في المنتصف قائلاً : أريد أن أبدأ .. أريد أن أبدأ .. أنا من سيغمض عينيه ، ويبدأ العدّ ، وأنتم عليكم مباشرة الإختفاء ..
ثم أنـه إتكـأ بمرفقيه على شجرة ، وبدأ .. واحد .. اثنين .. ثلاثة ..
وبدأت الفضائل والرذائل بالإختباء .. وجدت الرقة مكاناً لنفسها خلف القمر وإختبأت بهدوء .. وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة دون أن تتأفف .. وذهب الولع وإختبأ بين الغيوم .. ومضى الشوق إلى أبعد ما يستطيع في باطن الأرض .. رقدت الغيرة بقلق بين الصبَّار .. بينما قال الإيثار للرحمة : تعالي يا عزيزتي وإختبأي ورائي ، فهمست الرحمة بحنو : أخشى عليك من الجنون ، فأمسك الإيثار بيدها قائلاً : تعالي ولا تخشي شيئاً .. قال الكذب بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة .. ثم توجه لقعر البحيرة .. واستمر الجنون في العدّ: تسعة وسبعون .. ثمانون .. واحد وثمانون .. خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها .. ما عدا الحب .. كعادته .. لم يكن صاحب قرار .. وبالتالي لم يقرر أين يختفي ، وهذا غير مفاجيء لأحد .. فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب .. !
تابع الجنون: خمسة وتسعون .. سبعة وتسعون .. وعندما وصل الجنون في تعداده الى مائة ؛ قفز الحب فجأة وسط أجمة من الورد ، واختفى بداخلها ..
فتح الجنون عينيه .. وبدأ البحث صائحاً : أنا آت اليكم .. أنا آت اليكم .. لن يفلت أحد منكم .. 
كان الكسل أول من إنكشف ؛ لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه .. ثم وجد الرقة المختفية وراء القمر ببساطة .. وبعدها .. خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس .. !! وعثر على العدل بين شجرتين لكنه آثر أن يكون في المنتصف تماماً فكان ظاهراً ، وظهرت الخيانة خصيصاً كي ترشد عن الشوق وأشارت إليه أن يرجع من باطن الأرض .. وجدهم الجنون جميعاً .. واحداً بعد الآخر .. ما عدا الحب.. كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن الحب .. إلى أن اقترب منه الحسد ، وهمس في أذنه: الحب مختف في شجيرة الورد .. على الفور التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح .. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش ليخرج منها الحب ، ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق نياط القلوب ..
ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه .. والدم يقطر من بين أصابعه ..
صاح الجنون ملتاعاً ونادماً: يا الهي ماذا فعلت ؟ .. لقد أفقدتك البصر .. فأي جُرمِ هذا الذي فعلت ؟!
أرجوك قل لي ، ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه الحب : لن تستطيع فعل شئ ، سوى أن تقودني وتدلني على الطريق
وهذا ما حصل من يومها .. يمضي الحب أعمى .. يقوده الجنون !

ادخل .. ثم إرفع رجليك ..

"حين أُسلم عقلي لغيري أكون في أتعس حالاتي" كانت هذه الفكرة تسيطر على تفكيري طوال الطريق إلى المحطة الرئيسية للسكة الحديد .. كان الجو بارداً بعض الشئ فنحن في أواخر يناير والوقت مساء ، لكن هذا لم يضايقني كثيراً ، فهذا (البالطو) –أرى كلمة المِعطف ثقيلة- يوفر لي الدفء و (الجيوب) التي أضع فيها أشيائي الصغيرة .. الكثيرة. وكنتُ أحدث نفسي بتمرد: "هل أقضي حياتي كلها أجري وراء الواجبات الإجتماعية ؟! فهذه خطوبة فلان وهذا فرح علان ؟! .. آه كم أكره هذه الأجواء .. إنها مسرحية سخيفة يسمونها (واجبات) .. لا زلت أذكر حديثي مع أحد الأشخاص وهو يقول لي : تصدق الراجل ما جانيش في فرح بنتي رغم أني عملت معاه (الواجب) في فرح إبنه ! تفتكر سبته؟ وحياتك رحت له وخبّطت عليه الباب ، وقلت له مش أنا ليا واجب عندك .. راح إتكسف ودخل جوه جاب لي الخمسين جنيه اللي نقطته بيها ! .. ما أن سمعت ذلك حتى قلت له بضيق: وبتسموه (واجب) ؟ ما تسمّوه (جمعية) وخلاص .. فضحك ببساطة وهو يقول: ما هي جمعية .. أمال أنت فاكر أيه" .. تذكرت ذلك وأنا أتحسس (ظرف النقطة) في جيبي وأهمس "يخرب عقولكوا .. حولتوا كل شئ جميل في حياتنا لشئ قبيح حتى (الواجب) اللي الناس كانت بتعملوا بمحبة بقى عبارة عن (كراسة واجب) لتسديد الديون ! هوه كان حد قالكوا تيجوا عشان تنقطوا ، وتجرجرونا وراكوا نسدد هنا وهنا؟! بقى أحنا متعلمين إحنا؟! لما ناس جهلة زي دول يفرضوا أسلوبهم علينا! أفقتُ من هذه السرحة الغاضبة ، وأنا أدخل محطة القطار الرئيسية برمسيس ، كنت نسيت أنهم أفتتحوها منذ عدة أيام .. فنظرت إلى السقف وأنا أقول: أيه الفخامة دي .. لكني لاحظت إن معظم الواجهات من الزجاج ، والديكورات عبارة عن مسلات مقلوبة من الزجاج ذات سن مدبب يسهل كسره .. فهمست بعد الإنطباع الأول المنبهر " بس مش عملي خالص طبعاً .. خسارة" دخلتُ إلى حيث شبابيك التذاكر ، وكان الزحام شديداً والصياح عالياً ، والطوابير (معجنة) .. احترت وتسمرت في مكاني لوهلة وهمست في ضيق " بدأنا " .. هنا لم تكن هناك تكييفات ولا مراوح ورغم أن الجو شتاء إلا أن تزاحم الناس وأنفاسهم وملابسهم الثقيلة في هذا الحيز الضيق ، وعدم وجود تهوية جعل الجو خانقاً ولزجاً .. ما باليد حيلة .. حشرت نفسي في أحد هذه الطوابير وبدأت معركة الحصول على تذكرة .. وصلتُ بعد معاناة إلى شباك التذاكر وأنا ألهث ، وصرختُ عالياً حتى أغطي على إعتراضات الناس وسبابهم : واحدة تانية مكيف لو سمحت .. فإذا بالرجل يضع يده على أذنه وشفتاه تتحركان بلا صوت كأنه يقول : هه ؟ يا خبر ! ده الراجل مش سامعني ولا أنا سامعه .. نظرت بتلقائية إلى الزجاج بيننا فإذا به سميكاً جداً ، ولا يُنفذ الصوت .. ده أيه العبقرية دي ! ظللت أصرخ وأشاور بيدي وأحاول تذكر إشارات الصُم والبُكم التي رأيتها من قبل ، وكذلك كان يفعل الرجل من وراء الزجاج حتى فهمت منه إن "مفيش تانية مكيف" ، ورددت عليه بنفس الإشارات "هات واحدة أولى مكيف مفيش مشكلة" أخيراً خرجت وأنا أرفع التذكرة عالياً مثل كأس العالم ، وقد تكسر (البالطو) كأنه خرج تواً من بين فكي كلب. خرجت إلى الصالة وسويت البالطو وأنا أصبّر نفسي على طريقة المثقفين " لا يهم ما دام معي تذكرة أولى مكيف ، وكتاب مسلي في حقيبتي. " .. وجلست أنتظر القطار. جاء القطار مبكراً عن ميعاده ورغم ذلك تزاحم الناس كالعادة .. بينما ظللت أنا أقرأ في جريدة الأهرام المسائي حتى ينتهوا من تزاحمهم ، فقد بقي حوالي ثلث ساعة على موعد تحرك القطار .. قضيت ربع ساعة أخرى في القراءة حتى هدأت الأمور تماماً ، وصعدت إلى العربة المدونة على التذكرة .. كان الناس قد إستقروا في أماكنهم ، بل أن منهم من أخذ وضع النوم .. وما أن دخلت حتى لاحظت شيئاً .. لاحظت أن سيدة ترفع قدميها عالياً وتسندها على ظهر المقعد الذي أمامها ، ولكنها ترفعها أكثر من المعتاد .. فإبتسمت وبدأت أسير بحثاً عن رقم مقعدي ، ولكني لاحظت شيئاً آخر أكثر غرابة .. لاحظت أن كل الناس في عربة القطار رجالاً ونساءاً يرفعون أقدامهم ويسندونها على المقاعد التي أمامهم ، ودائماً أقدام السيدات مرفوعة أعلى من المعتاد فإندهشت. وجدت مقعدي أخيراً وجلست .. كان المنظر قد أستولى عليَّ تماماً .. كيف إتفقوا هكذا أن يرفعوا أرجلهم جميعاً في وقت واحد ؛ نحن الذين من الصعب أن نتفق على شئ ؟! وبدأت أخمن .. هل كان العمال يمسحون أرضية العربة فطلبوا منهم أن يرفعوا أرجلهم حتى لا تبتل ؟ بنظرة واحدة إلى أرضية العربة أدركت أن الماء لم يمسسها منذ شهور .. فزاد إندهاشي .. هل هي صدفة ؟ صعب جداً فالجميع بلا إستثناء يرفعون أرجلهم. فكرت أن أرفع قدميَّ أنا الآخر رغم أنني لا أعرف السبب .. ولكن ليس معقولاً أن يكون الجميع على خطأ .. وأخيراً .. جاءت عيناي في عينيه الصغيرتين .. كان يقف متحفزأ بلا خوف ، وقد صعّبَ لونه الرصاصي من مهمة تمييزه مع هذه الإضاءة الضعيفة .. كان ينظر إليَّ بتحدي غريب .. ثم فجأة مرق كالسهم تحت الكراسي .. وفي هذه اللحظة رفعتُ قدميَّ بسرعة ووجل ، فلاحظت بعض الإبتسامات الخفيفة من حولي. وبدأت أصوات الشكوى تتعالى بعد أن كان الصمت يخيم على العربة .. "ناس قذرة" "القطر كله مليان فيران" "آدي يا عم الأولى مكيف" "أمال الثالثة تبقى أيه" كنتُ أحسب أن حكاية (مليان فيران) هذه مجرد مبالغة مصرية لكن المأساة الحقيقية بدأت تتكشف بعد تحرك القطار .. فقد بُدرت أرضية العربة بالفئران من كل حجم ، ولم تكتف بالتسابق تحت المقاعد لكنها بدأت تقفز
فوق المقاعد ، وفي أقفية الناس ووجوهم وتحاول دخول حقائبهم ، وكنت أسمع بين الحين والآخر سيدة تصرخ وزوجها يسب .. ورغم ذلك كان أغلب الناس صابرين. لم أُخرج الكتاب من الحقيبة ، ولكني قضيت الوقت سارحاً ومهموماً .. وما أن توقف القطار في أول محطة حتى صعد رجل وقد لاحظ أن كل الناس يرفعون أرجلهم فإبتسم بسخرية ، لكن ما أن جلس ورأى هذه المخلوقات الجهنمية التي تجري في كل إتجاه حتى رفع رجليه مذعوراً ، فإبتسمتُ بمرارة. قضيت الوقت أُسلي نفسي بملاحظة وجوه الناس التي تركب من المحطات ، وإنطباعاتهم .. فوضعنا (هكذا) كان مُتعِباً وغريباً ومُهيناً .. فلا نحن جالسون ولا نحن واقفون ، ومحطة الوصول لا زالت بعيدة. (بقلم : إبن النيل)

Sunday, September 5, 2010

مصحصحاتي


مصحصحاتي .. مُثقِفَاتي

وداير في البلد دادبان
وكل شبر وحتة من بلدي

أكلت كعابي .. من زقاق لميدان


شايل على ضهري حمول العلم
من حبر وورق وفكر للإنسان


يا أهل بلدي ..

في القهاوي والحواري والغيطان
عشت محروم م العلم

وكنت مشتاق إليه عطشان
وكنت ابص للعطشانين زيي

تصعب عليّ نفسي .. وأبات سهران


وحلفت يا مصر لو ربنا قدرني
لأفتح للثقافة ملتقى ودكان
وأبذور بذور العلم

في كل شبر من بلدي
تطرح عقول منورة .. تنور الأوطان


يا أهل بلدي ..

عشانكم حلفت لأفضل على توبي

وأفضل بسيط .. انسان


سايب لكم من بعدي سبيل ميته صافية
وكل عابر يعدّي .. يدعي لي بالغفران

* * *

مصحصحاتي .. وأُدباتي
بين الحروف دادابان
ويهون عليّ عذابي
وتهون عليّ حياتي
لأجل الحقيقة تظهر
والمستخبي يبان

وهَمَستِي يا بلادي :
لأ .. مش كل أولادي
باعم وسابوني
لأ .. لسة فيه جدعان

يا صاحب الهمة
ليه تهت في الزحمة
تنادي ع اللقمة
وتمضغ الأحزان

هدّي الخطاوي شوية
وبص في عينيا
تعرف حقيقة أصلك
وقيمة الإنسان

وإن طولتي يا غربتي
لابد من رجعتي
عارف طريق سكتي
مفروش حنين وآمان

ومهما قلبي اتنفى
فطامنا ع الوفا
في حجر أمي دفا
ولسة ليَّ مكان

* * *

ابن النيل


أرواح


قد تمضي سنون .. وسنون

ويظل النصبُ الملعون

منتصباً يحكي في جنون :

مجنون يا ولدي مجنون

مجنون والحب جنون

* * *

وحين ...

يسكنُ قلب الماء عن الهدرِ

يلجُ النصلُ الثائرُ كبد القدرِ

فيفضُ الشمس الحمراء

ويغوصُ الكونُ في بحر دماء

مخاض الإبن المولود

وصفير الريح بكاء

ويُسمى ظلام

* * *

بيضاء تلك الأرواح .. تركض

تضحك ضحكتها المجنونة

تتلاقى في قاع الماء

تتوحد في جسد هواء

أو تلهو في أبنيةِ

تُدعى " مسكونة "

* * *

وتصير الأنفاس المحرومة .. نيران

تأكل من وقف زماناً كالسد الأحمق

يضع القدم السوداء في وجه العصفور

يمنعه أن يشربَ حُباً

أو يأكلَ حَباً

أو يغمسَ قلبه منتعشاً

في كف النور

فيموت ويعود .. وحشاً

لكن لا ينسى أن كان يطير

فبقايا الزغب الأبيض ما زالت

وما زالت وسوسة المناقير

* * *

و .......

تمضي سنون .. وسنون

ويظلُ النصبُ الملعون

منتصباً فوق قبور العشاق

يصرخ : ملعون يا زمن الغدر

ملعون يا من تُدعى " فراق "

* * *

ابن النيل


Thursday, August 5, 2010

صيــــــــــاد

صبح الصباح .. فتاح يا عليم

والرزق ع الهادي

آخد فلوكتي الطيبة

والدنيا لسة مضببة

ومعايا مِخلة صغيرة

فيها ميتي وزادي

وكل يوم .. وكأنه أول يوم

أفرح لما اشوف النيل

وآلقاه زي ما هوه جميل

زينا كدة ..

صابر مستكين .. راضي

أرمي شبكتي فوق كتفي

وأرمي نفسي عليه

ويشيلني فوق ضهره بحب

زي جواد هادي

ألمح من بعيد

وأنا سارح فوق صفحته

ناس ع الشط تشرب هوا الصبح

وتبص لميته

وتقول : الله ..

صباح جميل .. بس الراجل فقير

ابتسم في نفسي ، وأنا بأفرد شبكتي
وأقول : نعمة

هوه ده رزقي ، وهي دي بلادي

* * *
ابن النيل

Tuesday, September 22, 2009

احساس


أراكِ وأنا معصوب العينين
وقلبي متكئُ على شجونه
كغَمامةُ طيبة وحزنُ نبيل
ترتقين لي أحاسيسي التي انهكها الزمن
وتحكين لي عن أُمكِ وعن جدتِك
حكاياكِ الساذجة تريح رأسي المتعبة
وتهدهد صمتي فيرتاح على كتفي



ابن النيل

Thursday, September 17, 2009

أورنش جزمتي


النهاردة جاتلي فكرة .. قلت أورنش جزمتي
ودي شغلة م اللي بأكره .. أصل دي مش شغلتي
لسة ها أوسخ صوابعي بالورنيش ! يا وقعتي
أم فجأة جاتلي فكرة اني استخدم سفنجة
والغريبة الفكرة نجحت .. قلت اسجل فكرتي
لقيت ناس كتير يا خويا عاملة زي سفنجتي
وأنا اللي نايم في العسل مع قماشتي وقطنتي
قعدت افكر ايه السبب ، واكتشفت لدهشتي
ان ابويا عمره ما استخدم سفنجة ، أوم أنا من غفلتي
ماشي زيه ع القضيب من غير ما أغير سكتي
مع ان زمنه غير زمننا .. وخبرته غير خبرتي
لكن عمري ما وقفت افكر أزاي اطور فكرته
وازاي بطريقة أسهل .. وازاي بطريقة أشيك
أورنش جزمتي

* * *

ابن النيل


Tuesday, August 25, 2009

أيه الفرق

قالوا الفرق بينا وبينهم
إن كل شئ مظبوط بالورقة والمسطرة
وكل شئ متقاس
قالوا الفرق في الحضارة والعمارة والثقافة
وبحث علمي هــوه الأساس
قالوا الفرق في العدل والقانون
والمساواة بين الفقير وأكبر راس
قالوا الفرق في الحرية والديمقراطية
وفرص متاحة للباشا والكناس
قالوا الفرق في التكنولوجيا ، والميكنة في كل شئ
حتى الزراعة مابقتش بالفاس
قلّبت الكلام في دماغي وبصيت لهم
قلت : أبداً يا جدعان .. الفرق في الناس


* * *

ابن النيل


Wednesday, June 24, 2009

باب التعبيرات

كُنت بين الرفُوف والمَرَاجِع فى غرفة مكتبى حينما كُنت مُنهمكًا أفكِّر فى تَعبيراتنا المصرية .. كُنت أتسائل: من هو أول من قرَّر استخدام تعبيرات بعينها كما فى تعبيراتنا التى لها صِفة المِصرية الشديدة ؛ فمن الذى اخترع التعبير "ما بكُلش م الكلام ده"؟ وهل يؤكَل الكلام؟ أو التعبير "فُلان كَلنى فى الكلام" أو "قاللى كِده رُحت واكله" ، وهل تؤكَل الأشخاص؟ ... من أول من استخدم تعبير "عصافير بَطنى بتصوصو" كناية عن الجُوع؟ ... من صاحب التعبيرات "مش نازلى من زور" ، "ما يتبلعِش" ، "دمُّه تقيل على قلبى" ، "دمُّه سِم" ، "دمُّه يلطُش" وكلها كناية عن عدم الاستلطاف؟ ... من الذى ابتكَر تعبير "إديلُه الطَرشه"؟ وهل كل إنسان عنده أذُن صَمَّاء؟ ... ما العلاقة بين البَجَاحة والوِش المَكشوف ، وما هو الوِش المَكشوف؟ ... ومن الذى أطلق على الصنايعى الماهر "ابن حِنتْ"؟ وما هو الحِنت؟ ... من هو "بارِم ديله" فى التعبير الشعبى الظَريف "إبن بَارِم ديلهُ"؟ .. ولماذا ندعو ذو اليد القوية "أيده طَرشه"؟ ... هل سمعت عبارة "بَلا بطيخ" عندما تقول لشخص مثلاً "إحترام القانون واجب" فيرد بسخرية: "يا عم بَلا قانون بَلا بطيخ"؟ ، فما العلاقة بين أى شئ والبطيخ؟ ... هل تستخدم التعبير "حسَّك عينَك"؟ ما معناه؟ ... هل تستخدم التعبيرات الظريفة مثل "لِسَّة ما طلِعش م البيضة" ، "إبن امبارح"؟ .. ما أصلها؟ ... كلها تعبيرات يحار المرء فى إيجاد أصلها بسهولة ؛ فإذا كان بعضها من أصل مصرى قديم ، كان علينا أن نستعين بحتشبسوت أو أخناتون فهُمَا الأقدر على حل لُغز تلك التعبيرات ، وربما كانت تلك الكلمات الشعرية لصديقى عصام سعد هى أصدق تعبير عن حالى أثناء البحث

وسط المسلات والمَعابِد
وما بين المراجِع والرفُوف
عِشت سَهران بكَـابد
عناء البحث وعِند الحروف

يا حتشبسـوت تعـالى قَوَام
ويا اخناتون يا رسول السَلام
أبوس ايديكوا .. فيـن الاقي
خريطـة جينــات الكلام

خَدت الخريطة وقَعدت أحفُر في المَكان
وكل ما ألقى كِلمة أعِد الخَطَاوي
وأحفُر كَمان
دي كلمة دَهب ودي كلمة فَضَّة وديه برُونز
وبصرخِة الفَرحَة طلّعْت صندوق الكِنزْ
أتاريه تحت رجلينا مدفُون من زمان

Tuesday, June 23, 2009

غرائب التعبيرات


مقدمة

جاءت فكرة الكتاب عندما أحسست بالموسيقى الجميلة الموجودة فى أمثالنا الشعبية .. لقد أردت أن أدرس الأمثال من عدة جهات مختلفة عما دُرست من قبل ؛ ففكرت فى كتاب يكون موضوعه "أغرب الأمثال والتعبيرات" ، وقد وجدت أنه قد يكون من المثير أن أفرد فصلاً كاملاً لشرح أغرب التعبيرات لما لها من خفة ظل وغرابة فى ذات الوقت ، فمثلاً تعبير "إبن حنت" وتعبير "إبن بارم ديله" تعبيرات تستحق التأمل ؛ وتعبير "ركبنى العصبى" ، "ركبنى ميت عفريت" تعبيرات تستحق الدراسة ، ناهيك عن التعبيرات المرتبطة بالقلب مثل "قلبى واكلنى" ، "قلبى انكسر" ، "فى قلبى من جوه" فكلها تعبيرات جميلة لابد من معرفة مصدرها الأصلى .. والعديد من التعبيرات الأخرى التى سألقى الضوء عليها فى ذلك الفصل.


سامــح مقـــــــار


Tuesday, July 31, 2007

إحنا وهما

واحد صاحبي بعت لي الكاريكاتير التالي (شكرا يا عمدة) ، عجبني لأنه بيرسم بوضوح الخط الفاصل بينا وبين العالم اللي سبقنا خطوات واسعة نحو التقدم والمدنية .. مش عارف للأسف اسم الرسام ، وكنت أحب أذكر اسمه لأنه فنان بجد ، ولا اذا كان الكاريكاتير اتنشر قبل كده والا لأ .. لكن على كل حال أحب أعرف آراءكم .. يا ترى الكلام ده صح وألا فيه مبالغة كاريكاتورية ؟

( اضغط على الصورة علشان تقدر تقرا الكلام )



































Wednesday, June 6, 2007

حتة من بلدي - حتة من كبدي



أول مرة كنت ازور مدينة شرم الشيخ ، وبالتحديد مدينة دهب .. ايه الجمال ده .. بقى فيه في بلادنا الأماكن الحلوة دي ونروح بره .. مفيش مانع نتفسح بره ؛ بس نزور بلدنا الأول .. نتفرج الأول على شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم .. نروح الوادي الجديد ونزور الواحات (سيوة والخارجة والداخلة والفرافرة) ونستمتع بالأكل الجميل هناك والجو الرائع النقي ، والناس هناك التي لا تقل نقاوة (أنا لسه ما روحتش الوادي الجديد بس سمعت وقريت عنها كلام جميل قوي) الوادي الجديد تقريبا نص مساحة مصر والخير فيها كتير لكن الناس هناك مش كتير .. مفيش زحمة ولا ضوضاء والغريب ان مفيش جرائم ايضا. معرفش ليه الناس كلها محشورة في القاهرة رغم الزحام والتلوث ؟ حتى فرص العمل دلوقت متاحة خارج القاهرة أكتر. كل ما بشوف مكان جميل في بلدي بأفتكر فؤاد حداد وهو بيقول
الرجل تدب مطـرح ماتحب
وانا صنعتى مســحـراتى فى البلد جوال

حبيت ودبيت كما العاشق ليالى طوال

وكل شبر وحته من بلدى
حته من كبدى

حته من موال

بيقولوا على القاهرة مصر (واي واحد مسافر من أي محافظة يقولك نازل مصر) لكن انا رأيي ان القاهرة مش هي مصر .. مصر الحقيقية مش هي القاهرة .. مصر الأصيلة الحزينة الطيبة هناك تلاقيها في الأقصر وأسوان والوادي الجديد .. روحوا شوفوا مصر .. فاتك نص عمرك ياللي ما شفت مصر

Thursday, May 31, 2007

جالوا فلاح

جالوا فلاح ، وجلت أيوه آني
لا اسمي توتو ولا سوسو .. أنا اسمي علواني
سنين عمري فوج الوش محفورة
وفي الطين عرضي وعنواني
جيت هنا ومهمتي بالعلم ارجع مجد البلد من تاني
لكن لجيت ان البلد مش بلدي
وان الزمان مبجاش زماني
وأجلهم ايه ؟
* * * *
أجول ايه في البلد للعم والخال
وأبوي اللي باع الجيراطين
وأمي اللي باعت الخلخال
أجلهم ايه لما ابعت المرسال ؟؟
* * * *
أجلهم ان الرجالة هنا مخنفسة ترجص وتتهزج
وان الشباب هنا مفسفس تزجه تجلش متلزج
أجلهم ايه ؟
أجلهم ان البنات تسحب كلاب وتمشي تتمخطر
وان الكلاب والجطط ليها حظ في البندر
اجلهم ايه ؟
اجلهم ان الناس هنا تكسب م الهوا الوفات
وان الهوا بيتعطر لما بيهفهف فوج البنات
أجلهم ايه ؟
أجلهم يا ميتين في الأرض .. م الأرض خدتوا ايه ؟
تعالوا شوفوا الكلمة هنا بتسوا كام جنيه
أجلهم ايه ؟
* * * *
منيش جايل ولا عايد
منيش باعت المرسال
ورايح أجطع هدمتي الجديمة ، وحجابي والموال
دي الدنيا هنا ملونة ، وألوانها براجة
وليه أعيش بعيد وأسيب أحلامي مشتاجة
هوا انكتب عليا أفضل طول العمر علواني
ليه مبجاش زيهم .. ليه مبجاش عمرو أو هاني
صحيح أنا جيت هنا لأجل بالعلم أرجع مجد البلد من تاني
لكن .. لجيت ان البلد مش بلدي ، وان الزمان مبجاش زماني
* * * *